ورد رجـل مشعـبذ من ناحية الهند يلعـب بلعـب الشعـبذة ولم يُرَ مثـله، وكان المتوكل يحاول بمختلف الطرق أن يؤذي الإمام الهادي ( ع ) ، ويُطفئْ نوره الوهاج بِفـِيِه ويأبى الله إلآَّ أن يتمَّ نوره ولو كره المشركون .
فقال المتوكل لذلك الرجـل : إنْ أنت أخجـلتهُ- يعـني الإمام الهادي ( ع )- أعـطيتكَ ألف دينار زكيه.
فقال المشعـبذ الهندي : مُرْ بأن يُخْبَزْ رقاقاً خفافاً واجعـلها عـلى المائدة وأقعـدني إلى جنبه فلا يقوم من مقامه إلآَّ خجلاً .
فأمر المتوكل ففعـلوا ما أراده المشعـبذ. وأحضر مائدةً عـليها أنواع الأ طعمة ودُعيَ إليها جماعة من الشخصيات فيهم الإمام الهادي ( ع ) جاءها مظطرَّاً، فجلس الحاضرون إلى جنب المائدة، وجلس المشعـبذ إلى جنب الإمام الهادي ( ع ) فـلما مد الإمام ( ع ) يدهُ إلى الخبز الرقاق فـطيرها المشعـبذ إلى الجانب الآخر، ومد الإمام يده إلى الأخرى فـطيرها فـتضاحك الناس
( فتكرر العـمل من المشعـبذ عـدة مرات ). فعـرف الإمام ( ع ) نوايا المتوكل من هذه الحركات فغـضب غـضباً شديداً وضرب يده عـلى صورة الأسد التي في المسورة- المُتكى- فقال (( خذ عـدوَّ الله)). فوثبت تلك الصورة من المسورة فابتلعـت الرجل. وعادت في المسورة كما كانت . فاستولى الخـوف والوحشة عـلى المتوكل وأُغـميَ عـليه ووقع عـلى الأرض عـلى وجهه، وفرَّ الأخرون من المجـلس. فـلمَّا أفاق المتوكل من غـشيته إ لتمس من الإمام ( ع ) أن يردَّ المشعـبذ قائلاً : سألتك إلآَّ جـلستَ ورددته.
فقال الإمام الهادي( ع ) : والله. لا يُرى بعـدها. أتسلطُ أعـداءَ الله عـلى أولياءِ الله؟. وترك الإمام الهادي ( ع ) المجلس وخرج من عند المتوكل فلم يُرَ الرجـل بعـد ذلك أبداً.