نقـل العالم الكبير آية الله العـظمى الآخـوند ملاَّ عـلي الهمداني ( ره ) عن أستاذه العـظيم آية الله العـظمى الشيخ ضياء الدين العـراقي المتوفَّى في (( 1361 هـ ق )) المدفون في النجف الأشرف قـال :
قـال الأستاذ : عّـزّمّ أحـد الشيعة من أهل القـطيف أن يتشرف بزيارة مولانا الإمام الرضا ( ع ) . وفي إثناء مسيرته من الحجاز إلى خـراسان فـقـد ما دبَّره لنفسه من مؤونة السفـر من النقود، فـبقي حائـراً لا يدري بمن يلوذ.
فـتوسَّل بمولا نا صاحب العـصر عـجـل الله فـرجه الشريف فرآى سيداً نورانياًّ وقوراً مقبلاً إليه فـقـال له :
خذ هذه الأموال مؤونةً لسفـرك إلى مدينة سامراء، وفي مدينة سامراء إذهب إلى محضر الميرزا الشيرازي ( ره ) وقل له : يقول لك السيد مهدي- يعـني إمام الزمان ( ع ) – لنا عـندك أموال، فخـذ منها ما يبلغ بك إلى زيارة جـدي الإمام عـلي بن موسى الرضا( ع ) .
فـقـال القـطيفي : قـلت لذلك السيد النوراني: فإذا قـلت للسيد ا لميرزا الشيرازي أنَّ السيد مهدي قـال هكذا سوف يسألني من هو السيد مهـدي؟ وما هو دليلك وعـلا ما تك ؟ فماذا أقـول له ؟
قـال السيد النوراني : قـل للميرزا ( ره ) الشاهد عـلى ذلك هو الصيف الماضي عـندما تشرَّفـتم إلى زيارة مرقـد عـمّـَتي زينب ( ع ) مع الملاَّ عـلي الكني الطهـراني في الشام، وبسبب كثرة الزوار، رأيت أنَّ الزوار ألـقـوا فـضلا ت مأكولا تهم عـلى سطح الحـرم، فأخذت طرفاً من عـباء تك وجمعـت بها ا لفـضلا ت في زاوية من السطح، أخـذها الملاَّ عـلي الكني بيده أخـرجها إلى خارج الحـرم.
قال القـطيفي : فذهبت إلى مدينة سامراء، وتشرَّفت بزيارة ا لميرزا الشيرازي( ره ) وأبلغـته رسالة السيد مهـدي، فـقام ا لميرزا الشيرازي من مكانه واستقـبلني بحـفاوة وقـبَّل عـيني وهـنّـَئني وقـال لي : لقـد أعـطاني السيد مهـدي- يعـني الإمام المهـدي ( عج ) مؤونة سفرك إلى مشهـد.
ثمَّ بعـد فـترة تشـرَّفت بزيارة الملاَّ عـلي الكني في طهران وحكيت له القـصَّة، فـصدَّ قـني ولكنه تألم قـلباً وتمنى لو كان السيد النوراني- يعـني الإمام المهـدي عـجل الله تعالى فـرجه الشريف- قد أعـطاه هذا الشـرف العـظيم أن يقوم هو بهذا الواجب وينال الفخـر والعـزَّة.